أنت تحت المراقبة: كيف تُستخدم بياناتك لتحديد “خطر وجودك” على الإنترنت
هل تعلم أن كل إعجاب، كل محادثة، كل كلمة تكتبها على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تُستخدم لتحديد ما إذا كنت “خطرًا محتملاً” على الأمن القومي؟
في هذا العصر الرقمي، لم تعد بحاجة إلى ارتكاب أي فعل حتى تُوضع تحت المجهر. يكفي فقط أن تُظهر تعاطفًا مع قضية معينة، أو تُحمّل تطبيقًا لا يخضع لرقابة معينة، لتدخل في قائمة المراقبة.
المراقبة الرقمية: ليست خرافة
جميع التطبيقات الكبرى مثل فيسبوك، إنستغرام، يوتيوب، وواتساب تقوم بجمع وتحليل بياناتك، بل وتستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملف سلوكي رقمي عنك.
يتضمن هذا الملف بيانات مثل:
- اهتماماتك
- محادثاتك
- علاقاتك
- مواقع تواجدك
- سلوكك وتفاعلاتك
ويتم تحليل هذه البيانات للإجابة عن سؤال جوهري: “هل من الممكن أن تُصبح إرهابيًا؟”
لماذا تُحارب تطبيقات مثل تيلغرام وتيك توك؟
السبب بسيط: هذه التطبيقات لا تُخضع بيانات مستخدميها لرقابة الجهات الغربية. على سبيل المثال:
- تيك توك: تطبيق صيني لا يسمح بسهولة بنقل بيانات المستخدمين إلى الحكومات الغربية.
- تيلغرام: يُعتبر من أكثر التطبيقات تشفيرًا، ولا يمكن اختراق محادثاته بسهولة.
لذلك، تعتبر هذه التطبيقات تهديدًا لمنظومة المراقبة الرقمية العالمية، وتُستهدف بحملات تشويه وحظر في بعض الدول.
مثال واقعي: فلسطين المحتلة
في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يُجبر الشباب الفلسطيني على فتح هواتفهم لجنود الاحتلال في الشوارع. ويتم تفتيش الهواتف بحثًا عن تطبيق “تيلغرام”.
لماذا؟ لأن هذا التطبيق لا تستطيع سلطات الاحتلال تتبّع مستخدميه. ونتيجة لذلك، يُعتقل أو يُضرب كل من يُضبط وفي هاتفه هذا التطبيق.
الهدف ليس “منع الجريمة” بل فرض السيطرة الرقمية الكاملة.
هل أنت في مأمن؟
طالما أنك تستخدم التطبيقات الخاضعة للرقابة (مثل واتساب وفيسبوك)، فإن كل شيء تقوم به مسجَّل ومخزَّن وقابل للتحليل لاحقًا.
كل سلوكك يُستخدم لبناء صورة رقمية عنك، قد تُحدد إن كنت خطرًا، ناشطًا، متمردًا، أو حتى مجرد شخص “يفكر بطريقة مختلفة”.
ما الذي يمكنك فعله؟
- كن واعيًا بأنك مراقب.
- قلل من استخدام التطبيقات التي تبيع بياناتك.
- استخدم تطبيقات تحترم خصوصيتك وتدعم التشفير الحقيقي.
- لا تنشر كل شيء على العلن.
- ابنِ هويتك الرقمية بذكاء وحرص.
أنا محمد عواد، مستشار رقمي وخبير في بناء الهوية الرقمية.
أسعى لمساعدتك على استعادة السيطرة على وجودك الرقمي، والبقاء آمناً في عالم تهيمن عليه الخوارزميات.
📍 موقعي الرسمي: https://m-awwad.com
ابقَ يقظًا… العالم يراقبك.