في كل مرة يستخدم طفلك جهازًا ذكيًا أو يتفاعل مع تطبيق أو لعبة، يتم جمع بياناته الشخصية بدون علمك.
اسمه، عمره، اهتماماته، موقعه، وسلوكياته الرقمية أصبحت سلعًا تُباع وتشترى في سوق البيانات.

الخطير أن هذه البيانات تُخزن وتُحلل لأغراض الإعلانات، أو في بعض الحالات، تُستخدم بطرق خبيثة تؤثر على مستقبل الطفل الرقمي.

ما هي بيانات الأطفال ولماذا تُعد ثمينة؟

  • الاسم والعمر والنوع.

  • الموقع الجغرافي وسجل التصفح.

  • اهتمامات الطفل، التوقيتات، ونوع التفاعل.

  • استخدام الكاميرا أو الميكروفون.

هذه البيانات تُستخدم لإنشاء ملف رقمي عن الطفل، يُستغل لاحقًا في الإعلانات، التوجيه السلوكي، أو حتى سرقة الهوية.

أخطر 3 تهديدات رقمية للأطفال

  1. الإعلانات الموجهة بشراسة نفسية: تستغل خوارزميات الذكاء الاصطناعي اهتمامات الطفل لدفعه إلى الشراء أو الاستهلاك المفرط.

  2. المراقبة المستمرة والتتبع: بعض التطبيقات تسجل الموقع أو الصوت دون علم الأهل، تحت غطاء “الخدمة المجانية”.

  3. بناء هوية رقمية وهمية: يتم استخدام بيانات الطفل لاحقًا في إنشاء ملفات رقمية مزورة قد تُستغل في الاحتيال أو الجرائم الإلكترونية.

كيف تحمي طفلك بخطوات عملية؟

  1. علّمه الخصوصية الرقمية بلغة يفهمها
    لا تقل “لا تُشارك بياناتك”، بل قل “المعلومات عنك تشبه مفتاح البيت، لا تعطيها لأي تطبيق دون سؤالي”.

  2. راجع كل تطبيق قبل التثبيت
    اقرأ التصاريح المطلوبة من التطبيق. هل لعبة تركيب الصور تحتاج الكاميرا؟ إذاً احذفها.

  3. استخدم أدوات الرقابة الأبوية الذكية
    مثل Google Family Link أو Apple Screen Time، مع تفعيل التصفية حسب العمر.

  4. احذف التطبيقات غير المستخدمة بانتظام
    التطبيقات “النائمة” قد تظل تعمل في الخلفية وتجمع بيانات دون استخدام فعلي.

  5. حدّث الأجهزة والتطبيقات باستمرار
    لتقليل خطر الثغرات الأمنية التي تستغلها بعض البرمجيات الخبيثة.

  6. شجّع طفلك على سلوك رقمي واعٍ
    درّبه على أن يقول “لا” إذا طُلب منه إدخال معلومات أو استخدام الكاميرا دون فهمه للغرض.

  7. تحدث معه بانتظام عن تجاربه الرقمية
    بناء حوار دائم يكشف مبكرًا أي سلوك غير معتاد أو محتوى ضار.

  8. فعّل الشبكات الآمنة (VPN للأطفال)
    لحماية بيانات التصفح من التجسس أو التتبع، وخصوصًا على الشبكات العامة.

  9. أبعد الأجهزة عن غرف النوم
    لحماية صحتهم النفسية، ومنع التعرض الليلي للمحتوى الغامض أو غير المناسب.

  10. راقب المحتوى وتفاعل الطفل وليس الوقت فقط
    الأهم من “كم ساعة استخدم الجهاز” هو “ماذا كان يشاهد؟ ومع من يتفاعل؟”.

الخلاصة

حماية بيانات الأطفال ليست مجرد إعدادات على الهاتف، بل هي منظومة تبدأ من الوعي الأسري وتنتهي بسلوك رقمي متزن.
ابدأ اليوم، ولا تنتظر حدوث المشكلة. فالأمان الرقمي لطفلك يبدأ منك.

محمد عوّاد
مستشار رقمي وخبير في تحليل البيانات والأمن السيبراني، مؤسس Jordan Host، ويمتلك خبرة تتجاوز 20 عامًا في تطوير الأنظمة الذكية وتحليل السلوك الرقمي.
يعمل حاليًا كمستشار أول في شركة BDO Jordan ويقود مشاريع في التحول الرقمي وحماية البيانات والحوكمة التقنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

موقعه الإلكتروني: m-awwad.com
LinkedIn: linkedin.com/in/m-awwad